هذا الوطن
لم تعد الكتابة بقلم أو بحبر نافعة، بل أصبحت بأصابع ودم يسيل، علها في هذه المرّة تُقرأ هذه النصيحة ممن بقي لهم عيون ترى وعقل يستوعب ما يحصل في هذا الوطن الجريح.
لم تعد الكتابة بقلم أو بحبر نافعة، بل أصبحت بأصابع ودم يسيل، علها في هذه المرّة تُقرأ هذه النصيحة ممن بقي لهم عيون ترى وعقل يستوعب ما يحصل في هذا الوطن الجريح.
يمكن اختصارُ هذا الأُسبوع القاسي بكلمةٍ واحدة: الهَلَع. وهي متعدّدةُ المدلول: الهَلَع من سقوط الليرة اللبنانية إِلى أَدنى مستوياتها في التاريخ، الهَلَع من فقدانٍ متزايدٍ في الأَدوية الأَساسية، الهَلَع من إِقفال أَبواب المستشفيات، الهَلَع من انقطاع الخبز
في كلّ مرّة أزورها أجدها مختلفة، تبهرك بنسقها الجميل، وتحتويك بسماحة ودفء أهلها الذين يكتنزون في داخلهم إرثًا حضاريًا يمتد لآلاف السنين.
لو كنتُ نائبًا وسمعت محمد رعد يهدّد النواب الجدد بالتعامل معهم كدروعٍ إسرائيلية، لادّعيت عليه قضائيًا بتهمة تهديد سلامة النواب.
ليس كلّ من يحمل هويّة لبنانية يُعَدُّ مواطنًا لبنانيًا. ليس كلّ من يشغل منصبًا حكوميًا يُعَدُّ رجلَ دولة، وليس كلّ من يعتبر زعيمًا في لبنان يُعَدُّ رجلًا وطنيًا.
على صورة الشرق كانت الانتخابات الأخيرة. الشرق الباحث عن نفسه في التطبيع من هنا والممانعة من هناك، شرق الثورات التي همدت والثروات التي اشتعلت. الشرق الذي تحوّل ليزيد في غموضه وغموض مستـقبله، والذي لم تكن الحرّية يومًا من هواجسه.
تسأَلينني، يا غالية، لماذا كلَّما ذكرتُ وطني أَرفدُه بعبارة «لبنان اللبناني»، وفي سؤَالِكِ ضبابٌ من شكٍّ واستغراب.
يناقش مجلس الوزراء اليوم الخطّة التي رفعها وزير العمل إبراهيم بيرم تحت عنوان إنقاذ الضمان.
اِستحدث عالم الاجتماع البولوني-البريطاني زيغمونت باومان (1925-2017) مفهومًا لافتًا وصف به الوضعية الثقافية الغربية بالحداثة السائلة (Liquid Modernity). في ظنّه أن الاجتماع الإنساني المعاصر يختبر اليوم نوعًا من السيلان الذي يفقده معالم الطريق الثابتة ودلائل المسلك الواضحة، جاعلًا الناس في عريٍ معياري يضطرهم على الدوام إلى التكيّف ومستجدات التغيير التي تنزل بهم.
شخصيًا، ومثل العديد من الناس، كنت ميّالًا لمقاطعة الانتخابات النيابية. وهنا أتكلّم عن أناسٍ يتعاطون الشأن العام ويعرفون جيّدًا تاريخ البلد وخطورة المقاطعة. لم تكن الفكرة مبنية على قدرة